أورام الجلد
ما زال العلم حتى الآن عاجزا عن الوقوف على الأسباب الفعلية للإصابة بسرطان الجلد، لكن عموما فهناك بعض النظريات التي تفسر حدوث بعض الأنواع السرطانية منها. فقد تبين أن أكثر حالات سرطان الجلد تظهر في البلاد المشمسة مثل أستراليا وجنوب أفريقيا، إضافة إلى الولايات الجنوبية في أمريكا، كما لوحظ أن الأجناس ذات اللون الأشقر تكون عادة حساسة لأشعة الشمس.
وفي دراسة أخرى تؤيد نفس السياق، أفاد العلماء أن طبيعة العمل ذات ارتباط وثيق بالإصابة، إذ لوحظ أن معدلات الإصابة تتزايد وسط فئات البحارة، والعاملين في قطاع الحقول والبناء والتشييد، مما أرجعوا السبب إلى تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.. وقد وجدوا أيضا أن معظم الإصابات تكثر بشكل ملحوظ في مناطق الوجه واليدين والرقبة والرأس، بإعتبارها أكثر الأماكن المكشوفة المعرضة لضوء الشمس وأشعتها فوق البنفسجية.. لذا يمكننا القول أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، قد يكون عاملاً أساسياً مهيئاً للإصابة بسرطان الجلد.
وهنا يتبادر إلى ذهننا سؤال هام "ما هي العلامات المنذرة التي تستوجب استشارة الطبيب فور ظهورها؟ " وفي واقع الأمر يعتبر ظهور أي ورم في الجلد نفسه أمرا يسترعي الانتباه، ولا بد من ضرورة الاطمئنان على أنه مجرد ورم حميد، ولعل أسوأ الأورام وأخطرها، تلك التي تصيب الجلد ويميل لونها إلى اللون الغامق، بإعتبارها نذير الإصابة بـ " الميلانوما "، وتتكون الميلانوما نتيجة تحول الورم الحميد كالوحمة " الحسنة " مثلا إلى ورم خبيث، وتبدو أعراض المرض في صورة تضخم مفاجئ في حجم هذه الوحمة، أو في ظهور وحمات صغيرة حولها، أو حدوث نزيف منها.
وثمة علامة أخرى تنذر بخطر السرطان، وهي ظهور قرحة جلدية غير مؤلمة، لكنها لا تندمل بسرعة، وإذا تم إهمال علاجها، تتسع مساحتها على شكل دوائر قد يبلغ قطرها حتى 10 سم وربما أكثر.. وقد تظهر حبة أو درنة صلبة على الجلد، قد لا يلتفت إليها الإنسان، لأنها لاتسبب له أي نوع من الألم، إلا أنها فيما بعد تصبح مؤلمة عند لمسها باليد.
وفي مثل هذه الحالات ينبغي العرض على الطبيب، للفحص والعلاج، وربما استئصالها حتى لا يتحول الورم الحميد إلى ورم سرطاني خبيث.
ورغم التقدم العلمي الحديث، إلا أن الوقاية تعتبر أمرا حيويا وضرويا.. لذا ينبغي عدم التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، والحرص على ارتداء أغطية الرأس، ودهن الأجزاء المكشوفة من الجلد بالكريمات الواقية. فدوما الوقاية خير من العلاج.