سلسلة الحمية الكيتونية وعلاج السرطان ج1
قد يتعجب الكثيرون منا من مصطلح الحمية الكيتونية، ولا سيما أنه ليس باللفظ الدارج في مجتمعاتنا العربية، لكن عموما ومن خلال السطور التالية سنقوم بتسليط الضوء على الحمية الكيتونية بهدف معرفة ماهيتها.
الحمية الكيتونية بإختصار هي عبارة عن نظام غذائي يتضمن أطعمة غنية بالدهون الطبيعية، مع وجود كميات مناسبة من البروتين، والتقليل من الأطعمة ذات المحتوى العالى من الكربوهيدرات.
وعلى الرغم من توصيات مؤسسة الحمية القياسية الأمريكية بأن حوالى 45-65% من محتوى السعرات الحرارية التى يحتاجها الجسم لابد وأن تأتى من الكربوهيدرات، إلا أن مبدأ الحمية الكيتونية ينص على إقتصار الحصول على 2-4% من جملة السعرات الحرارية من الكربوهيدرات. وعموما فقد أتت الدراسات الحديثة لتؤكد منهجية وصحة ماتمليه الحمية الكيتونية، وخطأ التوصيات التى أقرتها مرسسة الحمية القياسية الأمريكية.
ويرجع هذا الأمر إلى سبب منطقى جدا، فعندما يتم هضم الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات ( السكريات والنشويات )، فإنها تتحلل في الجسم في صورة سكر بالدم ( جلوكوز )، وكلما زاد ما نتناوله من كربوهيدرات، كلما إرتفعت نسبة الجلوكوز بالدم، وهي حالة شديدة السمية للجسم، لذا يسارع الجسم بعمليات الأيض " التمثيل الغذائي " حيث يقوم بدفع سكر الجلوكوز للدخول داخل خلايا الجسم المختلفة، حيث تتحطم وتستخدم كمصدر للطاقة. ويعتبر إستهلاك الجسم لكامل الجلوكوز الموجود هي الحالة الوحيدة التى فيها يتحول الجسم إلى إستخدام الدهون سواء الموجودة بالطعام أو المختزنة كمصدر للطاقة.
إذن في حالة التقليل من تناول الكربوهيدرات كما تنص الحمية الكيتونية، فإن ذلك يؤدي إلى إنخفاض مستويات السكر بالدم، مما يؤدي إلى تحول عمليات الأيض والتمثيل الغذائي إلى إستخدام الدهون لإستخلاص الطاقة منها. وتسمى المواد المشتقة من الدهون بـ " الأجسام الكيتونية "، وبمجرد إستخدام هذه الكيتونات كمصدر أساسى للطاقة، فإن كثير من العلامات الصحية الإيجابية تبدأ في الظهور. فالحمية الكيتونية تعد خيارا رائعا لإنقاص الوزن، كما تسهم في التخفيف من حالات مرضية كحموضة المعدة وآلام المفاصل، وبفعالية أقوى من أي طريقة علاجية أخرى متعارف عليها.
وبعبارة أخرى. فالحمية الكيتونية ليست موضة أو بدعة، بل هي عملية تنظيم لخلل يحدث في عمليات الأيض والتمثيل الغذائي، والذى إذا تم تنفيذها بصورة صحيحة، فالنتائج تكون فعالة ومرضية جدا.