ارتفاع درجة الحرارة

صورة فريق أحلى حياة
ارتفاع درجة الحرارة

وضعت الأم كفها على جبين طفلها فأحست بسخونة، فهرعت إلى أقرب صيدلية واشترت مضادا حيويا، وقدمته لإبنها.

ومن خلال هذا الموقف البسيط، نجد أن الأم قد أخطأت ثلاثة أخطاء:

  1. أولا لقد اعتمدت الأم على الجس بيدها، مع العلم بأن ارتفاع درجة الحرارة الحقيقة لا يعرف بالدقة إلا بميزان الحرارة " الترمومتر ".
  2. ثانيا  لقد اعتقدت الأم أن كل انواع الحرارة المرتفعة يتم علاجها بالمضادات الحيوية، وهو أمر خاطئ تماما.
  3. ثالثا لقد أعطت الأم لإبنها مضادا حيويا دون إستشارة الطبيب، وهو أمر غاية في الخطورة، قد يؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة.

إن لارتفاع درجة الحرارة أسباب كثيرة، فمنها الأسباب الميكروبية، ومنها أسباب لاعلاقة لها بالميكروبات.. وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال هام: "متى تعتبر درجة حرارة الطفل مرتفعة؟".

تشير الحقائق الطبية.. وعلى عكس ما هو شائع.. أن لكل جسم درجة حرارة معينة، فهناك بعض الأطفال لا تزيد درجة حرارتهم عن 36 درجة مئوية حتى في أشد أوقات الصيف حرارة، والبعض الآخر قد تكون درجة حرارة 37.5 درجة مئوية.

إذن فارتفاع الحرارة أمر نسبي في أساسه، ويتوقف تقديره على درجة حرارة الطفل ذاته، لكن عموما إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية عن طريق الفم، فإن هذا يعطي دلالة واضحة أن الطفل مصاب بارتفاع في درجة حرارته.

ومن أهم أسباب ارتفاع درجة الحرارة اللاميكروبية هي كثرة الملابس، وقلة السوائل عند الطفل الرضيع.. فمثلا تدخل الأم على الطبيب، حاملة طفلها في الشهر الرابع من العمر، وهو يلبس ما لايقل على خمس طبقات من الثياب في عز الصيف.. يراه الطبيب، فيلاحظ وجهه الأحمر المحتقن، وبكاؤه الشديد بسبب الحر الشديد والشعور بالعطش.

وعندما يسأل الطبيب الأم عما إذا تقدم له الماء، فيفاجأ بأنها لا تعطيه الماء من الأساس.. وفي مثل هذه الحالات يكون العلاج ليس سوى تخفيف الملابس، وتهوية المكان الذي يتواجد به الطفل، مع تقديم بعض الماء البارد له.

أما أسباب ارتفاع درجات الحرارة الميكروبية فهي عديدة، منها الأسباب الواضحة كنوبات النزلات الشعبية، والمعوية، بالإضافة إلى الحميات المشهورة كالحصبة والجدري.. أما الأسباب غير الظاهرة فتشمل الحمى التيفوئيد، التهاب حوض الكلى، والتهاب الأذن الوسطى.

 

 د. رامي شهاب الدين