فيتامين (د) جزء1
تشير الدراسات الحديثة إلى أن فيتامين (د) يمكنه منفردا التصدي وعلاج معظم الأمراض التي قد تسبب الوفاة. وتعتبر أمراض الكساح ولين العظام من الأمراض التقليدية التي تصيب الإنسان نتيجة نقص هذا الفيتامين، حيث يؤدي إلى مرض الكساح عند الأطفال، مما يسبب تشوه بالهيكل العظمي لديهم، أما عند البالغين فيؤدي إلى لين العظام، وبالتالي ضعف العضلات مقرونا بضعف العظام.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن فيتامين (د) يلعب دورا رئيسيا في الحماية من السرطان وأمراض القلب والسكر، ونتيجة لذلك بدأ الأطباء في مختلف أنحاء العالم إلى مراجعة التوصيات بشأن التعرض للشمس والعناصر الغذائية والمكملات التي تحتوي على فيتامين (د).
ويدرك العلماء الآن أن المخاوف حول سرطان الجلد، والتحذيرات المتعلقة بتجنب الشمس أدت إلى نقص كبير في فيتامين (د) في جميع أنحاء العالم. والمعروف أن الوظيفة الأساسية لفيتامين (د) هى تشكيل عظام قوية والحفاظ عليها، أما نقصه فيؤدى إلى الكساح وضعف النمو والأسنان لدى الأطفال، أما لدى البالغين فيؤدي إلى الكسور وهشاشة العظام.
وقد اعتقد العلماء قديما أن إنخفاض معدلات أمراض القلب في بلدان البحر المتوسط تعود لإتباع نظام غذائي يرتكز على زيت الزيتون والسمك، لكن أتت الدراسات الحديثة لتؤكد إلى أن السبب يرجع إلى التعرض لأشعة الشمس، الذي يعمل على زيادة فيتامين (د)، والذي بدوره يقلل من مقاومة الإنسولين، والذي يعد السبب الرئيسي لأمراض القلب. وعلى صعيد متصل فإن الغدة الدرقية تحتاج إلى هذا الفيتامين لإفراز هرمون الثيروكسين، حيث يتولى هذا الهرمون تنظيم مستويات الكالسيوم بالجسم، والذي بدوره يساعد على تنظيم ضغط الدم.
وقد أكدت دراسة حديثة أن تناول جرعة يومية من فيتامين (د) يمكن أن تخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي والأمعاء، وهما من أخطر الأنواع التي يمكن أن تسبب الوفاة.
ولا يكتفي فيتامين (د) بحمايتنا من أمراض القلب والسرطان فحسب، بل يساعد أيضا في حمايتنا ضد مقاومة الإنسولين، التي تعتبر المرحلة الأولى لتطور مرض السكر.
باختصار يسهم فيتامين (د) في حماية جهاز المناعة، وتفعيل دوره في التصدى للأخطار التي تؤدي إلى تدمير الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس.