الإجهاض قد يكون نعمة

صورة فريق أحلى حياة
الإجهاض قد يكون نعمة

رغم أن الطبيب يبذل دائما أقصى ما بوسعه لمنع الرحم من إجهاض الجنين قبل الموعد الطبيعي لولادته، إلا أن الأطباء يرددون دائما: "هذا الإجهاض كثيرا ما يكون أفضل أعمال الطبيعة".

والإجهاض أو طرد الرحم للجنين، له حالات عديدة منها "الإجهاض المنذر" وثمة أعراض واضحة تنبأ بالإجهاض المنذر، وتشير إلى أن الجسد يرفض بقاء الجنين، ومن هذه الأعراض النزيف الرحمي، الذي يكون محدود الكمية، أو الإحساس بآلام الظهر، ويكفي في  مثل هذه الحالات أن ننصح الحامل بالراحة التامة في  الفراش، وتجنب بذل أي مجهود عنيف لاحقا، فتزول الأعراض، ويستمر الحمل بصورة طبيعية جدا.

لكن أحيانا ما يحدث تطور في  الأمور، فتشتد الآلام، ويبدأ النزيف الرحمي في  النزول بغزارة ملحوظة، ليصل الأمر إلى ما يشبه حالة الوضع وفقدان الجنين.. وتسمى تلك الحالة بـ "الإجهاض الحتمي".

وفى حالات قليلة من الإجهاض لا يمارس الجسد هذه العملية بشكل كامل، حيث يسقط جزء من الجنين، بينما يبقى الجزء الآخر الذي يسمى المشيمة " الخلاصة" ليضطر الطبيب في  مثل هذه الحالات إلى إجراء عملية توسيع وكحت لاستخراج الجزء المتبقي.. وهناك اعتقاد خاطئ شائع أن هذه العملية البسيطة تقضي على كفاءة الرحم، واستعداده للحمل مرة أخرى، وهذا بالطبع معتقد خاطئ تماما، فالرحم بعد العملية يعود إلى حالاته الطبيعية دون أي مشكلة على الإطلاق.

وثمة حالة أخرى معروفة، وهي "الإجهاض المتكرر"، والذي تتعرض فيه الحامل لفقدان الجنين الواحد تلو الآخر في نهاية فترة الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، وتحدث غالبا نتيجة لضعف خلقي بالرحم يعجز معه عن احتضان الجنين لمدة 9 أشهر، مما يضطره إلى لفظه في  النهاية.. أما أنواع الإجهاض الأخرى المعروفة فتشمل "الإجهاض العلاجي" الذي يجريه الطبيب لأسباب مرضية بحته قد تؤثر على صحة الأم، أو الإجهاض نتيجة حادث أو تناول عقاقير معينة.

وختاما.. لقد شوهد مرارا الكثير من الأجنة المجهضة تخرج مصابة بتشوهات جسدية مختلفة، الأمر الذي يدفع ميكانيكية الجسم الوقائية إلى رفضه، وبالتالي طرده، ففي ذلك حماية ووقاية لبقية الجسم من شره.

 

د. رامي شهاب الدين