عين طفلي منحرفة قليلا ... هل من مشكلة؟
عندما تأتي البشارة بمولود جديد، يسرع الأصدقاء والأقرباء بالتزاور، لتقديم التهاني والمباركات السعيدة. ووسط هذه التهان المقدمة، نجد تعليقات تتعلق بالطفل من المحيطين والزوار، ولعل مسألة انحراف العين "الحول" من الملاحظات الشائعة التي يبديها الأهل والأصدقاء.
وللعلم فإن أكثر من نصف الأطفال فور ولادتهم تكون عيونهم زائغة، كما لو أنها مصابة بـ "الحول"، ويرجع هذا الأمر إلى ضعف عضلات العين، وهو أمر طبيعي تماما ولا مشكلة فيه على الإطلاق، مما قد يخطؤها البعض ظانين وجود مشكلة ما. ومن الملاحظ أن تلك المشكلة تزول تماما من تلقاء نفسها خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل.
وقد يستمر هذا الأمر بعد تخطي الطفل الستة أشهر، ويبدو هذه الانحراف واضحا جليا عندما يركز الطفل نظره على شيء ما. وفي مثل هذه الحالات ينبغي العرض على طبيب العيون، والذي سيقوم بفحص العين لتقدير الحالة، وتحديد استراتيجية العلاج إذا كان هناك مشكلة، والتي تكون غالبا مجرد ضعف في العضلات المتحكمة في كرة العين.
ويلجأ الأطباء عادة في بادئ إلى العلاج الطبيعي لإعادة العين إلى موضعها الصحيح، لكنهم لا يستبعدون الخيار الجراحي، على شرط أن يبلغ الطفل عامين من عمره قبل التفكير في هذه الخيار، وذلك لضمان نجاح العملية الجراحية. وهي عملية غاية في السهولة والبساطة والأمان، وتتلخص في تقصير العضلات التي تقوم بشد كرة العين، مما يقضي على ارتخائها، وبالتالي تعود إلى موضعها الصحيح دون انحراف.