طفلي يتأتئ

صورة فريق أحلى حياة

عندما ننظر إلى الطفل وهو يتعلم المشي، نراه يهتز ويترنح في مشيته، وقد يقع بعد كل خطوة أو اثنتين.. ماذا يحدث إذن إذا تعجلت مشيته ودفعته إلى ذلك؟ الجواب: سيزداد تخبطه وتكثر عثراته ووقعاته.

وبالقياس، من البديهي أن الطفل لن يبدأ حياته الكلامية كـ ”طه حسين” مثلا، بل سيتدرج من النطق بالحروف إلى الكلمات المفردة ثم الجمل البسيطة وبعدها الجمل المركبة، ليصل في نهاية عامه الأول إلى القدرة على نطق بعض الكلمات المفردة مثل بابا و ماما.. ثم يرتقي في عامه الثاني إلى الجمل ذات الكلمتين مثل"بدي امبو"، وفى العام الثالث تصبح الجمل ثلاثية الكلمات مثل "بدي اروح باي".

والملاحظ أنه عند الانتقال من مرحلة لأخرى يحدث كثيرا أن يتأتئ الطفل لمدة قصيرة، فمثلا عند الانتقال من مرحلة النطق بكلمة واحدة إلى النطق بجملة من كلمتين يبدأ الطفل في التأتأة.. فالطفل ينطق كلمة "بابا" بسهولة، وكذلك ينطق كلمة "بدي" بسهولة أيضا، لكن عندما يحاول ربطهما في جملة واحدة حتى يقول "بدي بابا" فإنه قد يتأتئ ويتلعثم أحيانا.

فالطفل يحتاج إلى بعض الجهد الفكري، لذا فإنه ينتظر قليلا عند كلمة”بدي”حتى يقوم بتركيب كلمة”بابا”عليها، لتكون النتيجة أننا نراه يقول"بب بدي بااا با" ... وبعد مدة قصيرة سرعان ما يعتاد مخه على الربط بين الكلمتين، ليصبح الأمر سهلا وتنتهي التأتأة خلال أيام.

لكن يخطئ بعض الأهل حين تفزعهم هذه التأتأة العادية، فيبدأون في توبيخه ومحاولة استخراج النطق الصحيح من فمه، فيتوتر المسكين ويتلجلج وتزداد التأتأة، ويزداد قلق الأهل بالتالي ويستمرون في التوبيخ، مما يزيد الأمر سوءا ولا تشفي التأتأة، ويتحول الأمر من عرض بسيط ينتهي تلقائيا خلال أيام إلى مرض نفسى لدى الطفل يحتاج إلى علاج.

لذا لا تنزعجي سيدتي إذا تهته طفلك، فهذا أمر عادي في تطور نطقه، وهو أيضا أمر عادي في أوقات توتره مثلا عند دخول الحضانة لأول مرة.. تجاهلي هذا العرض، وعالجي جذوره النفسية إن وجدت، لينتهي كما انتهى بسلام في غالبية الأطفال.

د. رامي شهاب الدين