بروز الفكين عند الأطفال
هناك فارق شاسع بين تقويم الأسنان وتقويم بروز عظام الفكين، فتقويم الأسنان يعالج إختلال أوضاع الأسنان داخل عظام الفك، فيمكن بواسطته تحريك الأسنان للأمام أو للخلف أو حتى للجانبين، وذلك لمسافات محدودة، ويتم ذلك من خلال أخصائي تقويم ذو خبرة فى هذا المجال، حيث يقوم بتركيب أجهزة تقويم متحركة أو ثابتة في فم المريض، لتؤدي هذا الغرض.
أما التقويم الجراحي لبروز عظام الفكين، فيتعامل أساسا مع عظام الفك نفسه الحاملة للأسنان، حيث يتم وضع عظام الفك في مكانها الطبيعي مقارنة بالعظام المجاورة وعظام الجمجمة، وذلك من خلال إجراء جراحة للمريض داخل الفم، تحت التخدير الموضعي أو العام، ويقوم بها طبيب متخصص في جراحة الفم والفكين.
ويرجع بروز عظام أحد الفكين إلى أسباب عديدة، فمنها الأسباب الوراثية التي لا دخل للمريض فيها، وقد يكون السبب في هذا البروز إختلال نمو أحد الفكين، إما بالزيادة أو النقصان، فعلى سبيل المثال: في بعض الأحيان قد ينمو الفك العلوى بشكل طبيعي جدا، بينما يتأخر نمو الفك السفلي لسبب أو لآخر، فيبدو المريض كما لو كان يعاني من بروز في الفك العلوي، لكن في حقيقة الأمر تكمن المشكلة في الفك السفلي، الذي يحتاج إلى تدخل جراحي، بهدف إصلاح وضعه.
وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى إختلال نمو أحد الفكين، فمثلا إرتطام عظام الفك السفلي عند منطقة الذقن خصوصا في الأطفال، قد يؤدي إلى تحطيم مراكز نمو الفك السفلي، وعليه يتوقف نموه، بينما يستمر نمو الفك العلوي بشكل طبيعي تماما، فيبدو المريض كما لو كان لديه "ضب" في الفك العلوي.
أيضا فهناك العديد من العادات السيئة التي قد يمارسها الأطفال وصغار السن ، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إختلال في نمو أحد الفكين، فعلى سبيل المثال.. الطفل الذي يقوم بمص إصبع الإبهام لفترات طويلة قد يحدث له زيادة في نمو الفك العلوى، وتأخر في نمو الفك السفلي.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا نوعا ما، فإننا نلاحظ أن البعض عند إستذكار دروسه، يقوم بسند ذقنه على المكتب لفترات طويلة، مما يؤدي ذلك إلى نقص نمو الفك السفلي، في حين ينمو الفك العلوي بصورته الطبيعية، مما يعطينا في النهاية بروزا " ضبا " بالفك العلوي.
وختاما.. ينبغي الإقلاع عن مثل هذه العادات السيئة، فهذه التصرفات على الرغم من بساطتها إلا أنها قد تسبب أضرارا فادحة.