الحوار الأسري وأهميته
أصبحت نغمة الحياة السريعة هي السائدة على كل شيء في حياتنا، حتى علاقاتنا الأسرية أصبحت في إطار السرعة. لا يتحدث أي من أطراف العائلة مع الأخر إلا لغرض أو مصلحة يريد أن يهيئها. قد كان في قديم الزمن في جيل أجدادنا وآباءنا تجمعنا مائدة واحدة وتناول جميع الوجبات سوياً، أما الآن ربما تجمعنا مائدة واحدة في شهر رمضان أو يوم الجمعة.
ترى هل التكنولوجيا هي السبب الوحيد في عدم وجود حوار أسري بناء ؟!
بالطبع الجميع سوف يجيب بلا! ولكن انشغال الوالدين عن أبناءهم جعل الحوار الأسري شبه معدم بينهم، الأم لا تعلم أسماء صديقات ابنتها والأب لا يعلم أسماء أصدقاء ابنه.
وأيضا الحوار الأسري بين الزوجين شبه معدوم لانشغالهما في بناء مستقبل أبناءهم.
الأسرة هي كيان مادي ومعنوي وليس مادياً فقط ويجب أن ندعم الجانب المعنوي أيضا داخل الأسرة. ونخلق الحوار البناء بين الزوج والزوجة، فالحياة الزوجية شركة بين طرفين كل منهما يملك 50 % من هذه الشركة ويجب أن يتعادلا في تحمل المسؤولية وخلق الجو الأسري المناسب لتربية أبناءهم على التعاون والحب والمسؤولية.
حيث أن الحوار الأسري ليس فقط بين الزوجين، بل يجب أن يكون بين الآباء والأبناء أيضا. يجب أن نترك المجال لأبنائنا للتعبير عن آرائهم بحرية والمشاركة في بناء العائلة. الحوار المفيد هو الحوار الصادق لذلك يجب أن يتحدث الأبناء وليس فقط أن نتحدث إليهم.
والحوار الأسري ليس لحل مشكلة فحسب، بل ويمكن أن يكون بهدف المزاح ومشاركة الأبناء في اللعب أيضا.
قد يكون حوارا مع الأبناء لمعرفة أخبارهم في الدراسة ولكن دون أن يتحول ذلك الحوار إلى تحقيق، والأهم أن يكون الحوار مبني علي الثقة والاحترام والتفاهم وليس الخوف والتعصب للرأي والتوتر.
وأيضا يمكن أن يبدأ الأبناء بالحوار وهذه الحوارات هي أهم وأكثر الحوارات إفادة والإفادة تكون للأبناء أولاً ثم الآباء، فالحوار الذي يبدأه الأبناء يعني أن الأبناء هم في حاجة للمعرفة. لذلك يجب علي الآباء الإنصات لهم جيداً والرد عليهم الردود المناسبة، فإن ما يقوله الآباء سوف يرسخ في عقول أبنائهم كما أن هذا الحوار سوف يكون دليلا علي رغبة الأبناء في التقرب من آبائهم ويجب على الآباء استغلال الفرصة لخلق حوارات جديدة بينهم وبين أبنائهم ولكن دون أن تكون الحوارات متداخلة حتى لا تشتت تركيز الأبناء، كما أن الحوار مهم جداً لتربية الأبناء تربية سوية.