سلسلة رمضان: شهر رمضان والعادات الغذائية ج3
يلاحظ في شهر رمضان أن أحد أهم وأشهر العادات الغذائية التي ينتهجها قطاع عريض من الناس هي الإسراف في تناول المخللات، وهو أمر غاية في الخطورة. حيث أن تناول المخللات بكثرة على مائدة الإفطار يؤدي إلى تهيج شديد بالعصارات الهاضمة بالمعدة، كما تزيد من شرب الماء بكميات كبيرة، مما يعرقل عملية الهضم، ويربك المعدة.
أما تناول المخللات بكثرة على مائدة السحور، فيؤدي إلى الشعور بالعطش وجفاف الحلق على مدار اليوم، كما يؤدي إلى حدوث إلتهاب بالمعدة، ناتج عن زيادة إفراز العصارة الهاضمة، والتي تؤدي إلى حموضة المعدة.
وعلى النقيض تماما. فإن تناول السلطة الخضراء الطازجة تؤدي إلى التقليل من الإحساس بالعطش، نظرا لإحتوائها على نسبة عالية من الماء والألياف، وبالتالي تعطي إحساسا بالإرتواء، وتزيد من الإحساس بالشبع. ولهذا فهي مفيدة أيضا في الوقاية من الإصابة بمرض السمنة.
أيضا فالسلطة الخضراء تقوم بتنشيط حركة الأمعاء نظرا لإحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وخصوصا فيتامين "سي" الذي يحفز من إمتصاص البروتين، ورفع كفاءة إمتصاص المواد والعناصر الغذائية الأخرى.
وكذلك ينبغي الإعتدال في تناول الحلويات الرمضانية كالكنافة والقطايف، وهو أمر ضروري نظرا لإحتواء هذا النوع من المأكولات على سعرات حرارية عالية تزيد عن حاجة الجسم، ولا سيما في وجبة السحور، حيث إنها تزيد من إحساس الصائم بالعطش طوال فترة النهار، كما تسبب له إضطرابا وعسر بالهضم. ويرجع ذلك إلى أن أية عملية هضم للدهون تتطلب كميات زائدة من الماء، وذلك لإتمام عملية التمثيل الغذائي بشكل سليم.
ولهذا فإن اللبن الرائب أو اللبن الزبادي يعد من أفضل أطعمة وجبة السحور، حيث أنه يخلص المعدة من البكتيريا الضارة، كما يعد من أفضل الأغذية التي تحتوى على بروتينات سهلة الهضم والإمتصاص، بالإضافة إلى أن إحتواءه على "حمض اللاكتيك" الناتج من تخمر سكر "اللاكتوز" والذي يساعد على تطهير المعدة من البكتيريا الضارة، كما يساعد على سهولة عمليات الهضم والإمتصاص، وبالتالي التقليل من حدة العطش طوال فترة الصيام.