سلسلة الحمية الكيتونية وعلاج السرطان ج5
نظرا للتأثيرات الأيضية القوية التي تحدثها الحمية الكيتونية، نجد أنها قد تخلف أحيانا بعضا من الأعراض الجانبية، هذه الأعراض لا يشترط وجودها في كل من يتبع الحمية، لكنها عموما تظل احتمالا قائما وموجودا. لذا أود أن أقوم بطرحها كي نكون على علم مسبق بها، فلا نصاب بالذعر إذا تعرضنا لها بصفة شخصية. والسار في هذا الأمر أن تلك الأعراض مؤقتة سرعان ما تزول تدريجيا من تلقاء نفسها بمجرد تأقلم الجسم على استخدام الكيتونات كمصدر طاقة أساسي بدلا من الجلوكوز، ومع ذلك نظرا لأنها أعراض غير محبذة، دعونا نطرحها للنقاش، ونركز الضوء على طرق فعالة لتحجيمها والتقليل منها.
العرض الجانبي الأول: انخفاض مستوى الجلوكوز بالدم
بمجرد التقليل من تناول الكربوهيدرات تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور، وتشمل: غثيان، دوخة، دوار، ضعف عام، خفقان بالقلب، الإحساس بالجوع، بالإضافة إلى نوبات الصداع. كل هذه الأعراض تدل على انخفاض نسبة الجلوكوز، ويمكن حل هذا الأمر بشراب كوب من عصير البرتقال، لنجد تحسنا ملحوظا خلال 15 دقيقة على أقصى تقدير. وتزول كل هذه الأعراض عموما خلال 4-7 أيام، حيث يبدأ الجسم في التأقلم على استخدام الكيتونات كمصدر أساسي للطاقة، لكن في بعض الحالات قد تأتي هذه الأعراض بضراوة شديدة لا يمكن تحملها، وفي مثل هذه الحالات لا بد أن تمضي عملية الانسحاب بالتدريج، على أن يتم تقليص الحصة اليومية من الكربوهيدرات خلال أسابيع وبتدرج بطيء.
العرض الجانبي الثاني: الجوع والرغبة الشديدة في الطعام
المرور بحالة الجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام أمر معتاد تماما، ويعتبر التحدي الأصعب في هذا الشأن، لكن بمجرد الوصول إلى الحالة الكيتوزية يبدأ الجسم في التأقلم على هذا الإحساس والذي يكون أكثر لطفا، ويستغرق الوصول إلى هذه المرحلة عدة أسابيع، وإذا استمرت حالة الجوع أكثر من 2-3 أسابيع، فإن هذا قد يكون نتيجة إما لتناول الكربوهيدرات أو البروتينات أكثر مما هو مقرر لك، لذا ينبغي القيام بمراجعة الخطة الغذائية للتأكد من تناول الكربوهيدرات والبروتينات بكميات قليلة، على أن يتم تعويض ذلك بزيادة محتوى ما نأكل من الدهون والزيوت. ولا أدعي أن الإحساس بالرغبة في تناول الطعام سيختفي تماما، لكن ما أقصده هو أن المؤشرات الكيميائية والحيوية التي تدفعك للإحساس بالجوع ستنخفض كثيرا، وكذلك فإن تناول ملعقتين من زيت جوز الهند بصورة يومية يعمل على زيادة الكيتوزية بالجسم، وبالتالي قمع الشعور بالجوع.
العرض الجانبي الثالث: الشعور بالضعف والدوخة والإرهاق
تنشأ حالة الشعور بالضعف والدوخة والإرهاق غالبا نتيجة للجفاف وفقدان الأملاح المعدنية ولا سيما عنصر الصوديوم، وتستحث الحمية الكيتونية الجسم على طرد الماء الزائد، وبمجرد تقليل تناول الكربوهيدرات يؤدي هذا إلى إستخدام الجليكوجين المختزن وتحفيز الكليتين، لذا نلاحظ عند أيض الجليكوجين زيادة كميات البول بطريقة لافتة، ليتخلص منه الجسم مصحوبا بكمية كبيرة من الأملاح المعدنية كالبوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنسيوم، والصوديوم. مما يؤدي إلى حالة من الإرهاق مصحوبة بأعراض الجفاف كالعطش الزائد، جفاف الفم والحلق، الشد العضلي، الضعف، الصداع، الدوخة، خفقان القلب، تشوش الذهن، وربما فقدان الوعي. وينبغي تعويض هذا الفقد عن طريق إعطاء حساء اللحم والدجاج، علاوة على تناول كميات كبيرة من الخضروات الورقية.
د. رامي شهاب الدين