سرعة الترسيب والروماتيزم لدى الأطفال

صورة فريق أحلى حياة
سرعة الترسيب والروماتيزم لدى الأطفال

سرعة الترسيب هو اختبار معملي ساء استعماله جدا، ارتبط في أذهان الأهل بمرض الحمى الروماتيزمية، وهذا خطأ كبير، وكثيرا ما تدخل الأم على الطبيب وهي في حالة من التوتر والفزع الشديد قائلة: "يا دكتور ابني مصاب بآلام متكررة في ساقيه، وقد قسنا له سرعة الترسيب فوجدناها عالية، وابني أخشى أن يكون مصاباً بالروماتيزم، وأن تمتد الإصابة إلى قلبه".

ولهذه الأم نقول : ليس كل ألم في الساقين يعتبر حمى روماتيزمية، فتلك لها شروط أهمها أن يكون الألم شديدا جدا ومصحوبا بتورم في المفاصل وعدم القدرة على تحريكها – بل أحيانا عدم القدرة على لمسها – ويستمر هذا الألم ما لا يقل عن يومين أو ثلاثة لينتقل بعدها إلى مفصل آخر وهكذا... وقد يضاف أكثر من مفصل في المرة الواحدة، كل هذا طبعا مع حالة عامة سيئة.

أما هذا الطفل الذي يشكو من ألم خفيف بالرجل دون عرج أو تورم، وفي حالة عامة جيدة، فينبغي في هذه الحالة أن نبحث عن سبب آخر قد يكون هو المتسبب في هذه الشكوى.

أما إرتفاع سرعة الترسيب فهو بالضبط كإرتفاع درجة الحرارة، يحدث مع أمراض كثيرة جدا، وكما لا يستطيع الطبيب أن يشخص مرضا لمجرد إرتفاع درجة الحرارة، فهو لن يشخص الحمى الروماتيزمية لمجرد إرتفاع سرعة الترسيب بدون هذا التورم أو الألم الشديد المتنقل في مفاصل الطفل المصاب.

وختاما.. فإذا كانت سرعة الترسيب العادية في حدود 5 – 10 في أول ساعة، فليس مجرد كونها 20 مثلا يعد دليلا على الإصابة بالحمى الرومايزمية، فسرعة الترسيب ينبغي أن تكون 80 على أقصى تقدير لتشخيص الحمى الروماتيزمية.

 

د. رامي شهاب الدين