البدانة عند الأطفال
إصطلح الأطباء أن البدانة عند الأطفال تكون عندما يزيد وزن الطفل حوالى 25 % عن وزنه الطبيعي. ويتم حساب الوزن المثالي للطفل عن طريق المعادلة:
الوزن = العمر بالسنين × 2 + 8
أي أن الطفل في الخامسة من عمره مثلا يزن حوالى 18 كيلو جرام، فإذا زاد وزن الطفل عن 23 كيلو جرام، فإنه يعتبر سمينا.
وعلى الرغم من أن أغلب أسباب السمنة عند الأطفال تكون غير مرضية، إلا أنها في حد ذاتها مرض، أو فلنقل أنها تؤدي إلى تسهيل الإصابة ببعض الأمراض. فالطفل الرضيع السمين تسهل إصابته بالنزلات المعوية، كما يتأخر في التسنين والمشي، فإذا تقدم في السن ليصل إلى مرحلة المدرسة، فمن الملاحظ أن حركته ونشاطه يكونا قليلين نسبيا عن أقرانه. علاوة على ما تسببه زيادة وزنه من معاكسات، والتي كثيرا ما تسبب له عقدا نفسية وكآبة، والذي يغطيها عادة مرح مفتعل.
وأسباب السمنة كثيرة، وعلى عكس المعتقد نادرا ما يسببها نقص في إفراز بعض الغدد كالغدة الدرقية. فأهم أسباب السمنة هي الوراثة، فكما يتوارث الأبناء طول أو قصر قامة والديهم، فقد يحدث أن يتوارثوا السمنة، ولعل العادة هنا هي التي تتدخل، فالأب والأم السمينان المقبلان على الأكل بنهم وتلذذ، يصيبان طفلهما بعدوى حب الطعام.
أما السبب الآخر للسمنة فهو حالة الطفل النفسية، فكثير منا من يلاحظ إزدياد شهية طفله عند إكتئابة أو عند سروره، وقد تنشأ هنا حلقة مفرغة، فالطفل المكتئب يأكل كثيرا، ليزداد وزنه بصورة ملحوظة، فيتعرض للتهكم والسخرية من المحيطين به، فيصاب بحالة إكتئاب شديدة، فيزيد من أكله... وهكذا، وطبعا فإن ما يزيد من هذا كله هو ما يصاحب السمنة من قلة الحركة.
أما الغدد فهي بريئة من أغلب حالات السمنة، إذ أن نسبتها تكون ضئيلة. ومثل هذه الأمراض يسهل تشخيصها بسهولة، فنقص إفراز الغدة الدرقية يصاحبه تأخر عقلي، بطء في الحركة، ويكون وجه الطفل مميزا جدا لغلظة شفتيه وجفونه وضخامة لسانة وجفاف جلده، أما نقص إفراز الغدة النخامية فقد يصاحبه نقص النمو الطولي أو الجنسي.